تفاقم أزمة الإصابات يربك حسابات الركراكي في المنتخب المغربي

المنتخب المغربي يواجه تحديات غير مسبوقة مع تفاقم أزمة الإصابات التي تضرب صفوفه، مما يضع المدرب وليد الركراكي أمام معضلة حقيقية قبل الاستحقاقات القارية والدولية المقبلة.
أزمة الإصابات تعصف بالمنتخب المغربي
يعاني المنتخب المغربي من موجة إصابات غير مسبوقة ضربت العديد من لاعبيه الأساسيين، خاصة في خط الدفاع، مما وضع المدرب وليد الركراكي في موقف صعب يستدعي إعادة النظر في خياراته التكتيكية. فقد تعرض عدد من الركائز الأساسية للإصابة في الآونة الأخيرة، منهم رومان سايس مدافع السد القطري الذي أجرى عملية جراحية أنهت حظوظه في العودة للمنتخب في المدى القريب. كما يعاني شادي رياض مدافع كريستال بالاس الإنجليزي من إصابة خطيرة بقطع في الرباط الصليبي.
وامتدت الإصابات لتشمل نايف أكرد مدافع ريال سوسيداد الإسباني الذي عانى من إصابة عضلية، ونصير مزراوي الظهير الأيمن لمانشستر يونايتد الذي يواجه مشاكل في الركبة، بالإضافة إلى إلياس أخوماش موهبة فياريال الإسباني وسفيان بوفال نجم سان غيلواز البلجيكي.
خطة الركراكي لمواجهة أزمة المنتخب المغربي
لمواجهة هذه الأزمة، وضع الركراكي خطة بديلة لتتبع الحالة الصحية لكل لاعب على حدة، وتحديداً المصابين منهم. فقد كلف طبيب المنتخب المغربي كريستوف بودو بمتابعة حالات خمسة لاعبين مصابين: رومان سايس، شادي رياض، نايف أكرد، سفيان بوفال، وإلياس أخوماش، مع تقديم تقارير شهرية عن مدى تحسن أوضاعهم الصحية.
وتتضمن الخطة التواصل اليومي مع الأطباء في الأندية الأوروبية التي يلعب فيها هؤلاء اللاعبون، لضمان متابعة برامجهم العلاجية بشكل دقيق. ويأمل الركراكي أن يستعيد جميع المصابين عافيتهم قبل وديتي تونس وبنين المقررتين في شهر يونيو/حزيران القادم، لكن ذلك يبدو صعباً بالنسبة للثنائي شادي رياض وإلياس أخوماش اللذين ما زالا في مرحلة العلاج والتأهيل
.
حلول مبتكرة للمنتخب المغربي في ظل الأزمة
في ظل هذه الظروف الصعبة، يبحث الركراكي عن حلول غير تقليدية لسد الفراغ في خط الدفاع. ومن أبرز الخيارات التي يدرسها هي الاستعانة بأسامة العزوزي، لاعب بولونيا الإيطالي، في مركز قلب الدفاع بجانب نايف أكرد، رغم أن العزوزي يلعب أساساً في خط الوسط.
هذا الخيار ليس جديداً تماماً، حيث سبق للعزوزي أن لعب في مركز قلب الدفاع خلال أولمبياد باريس 2024 تحت إشراف المدرب طارق السكيتيوي، في ظل الغيابات التي عانى منها المنتخب الأولمبي المغربي.
تغيير استراتيجية المنتخب المغربي
تزامناً مع أزمة الإصابات، قرر الركراكي إجراء تغيير جذري في الاستراتيجية التكتيكية للمنتخب المغربي. فبعد النجاح الذي حققه في مونديال قطر 2022 باعتماد أسلوب دفاعي متين، قرر التحول نحو أسلوب لعب هجومي أكثر.
ويرجع هذا التغيير إلى أن معظم المنتخبات المنافسة باتت تعرف طريقة لعب “الأسود”، خصوصاً في الجانب الدفاعي. وقد بدأ الركراكي بالفعل في تطبيق هذه الاستراتيجية الجديدة خلال التصفيات الأخيرة، مما أثمر عن تسجيل المنتخب المغربي 26 هدفاً.
تحديات المنتخب المغربي قبل كأس أمم إفريقيا 2025
يسابق المنتخب المغربي الزمن لتجهيز جميع لاعبيه قبل بطولة كأس أمم إفريقيا 2025، المقرر انطلاقها في 21 ديسمبر/كانون الأول القادم والتي تستمر حتى 18 يناير/كانون الثاني 2026. وتكتسب هذه البطولة أهمية خاصة كونها ستقام على الأراضي المغربية، مما يضاعف الضغط على الركراكي وفريقه.
ويشدد الركراكي على أهمية التتويج بلقب كأس أمم إفريقيا 2025، مؤكداً أن هذا هو الهدف الرئيسي للمنتخب المغربي في الفترة المقبلة. ويرى أن اللاعبين يمتلكون الإمكانيات اللازمة لتحقيق هذا الإنجاز، وأن كل الجهود ستتركز على تحقيق هذا الهدف.
مستقبل المنتخب المغربي في ظل التحديات الراهنة
رغم الصعوبات التي يواجهها المنتخب المغربي حالياً، إلا أن الفريق يتصدر المجموعة الخامسة في التصفيات المؤهلة إلى مونديال 2026 برصيد 9 نقاط من 3 انتصارات. ويستعد الفريق لخوض مباراتين حاسمتين أمام النيجر وتنزانيا في مارس 2025، وهي فرصة للركراكي لاختبار الحلول البديلة التي يعمل عليها.
ويبقى السؤال المطروح: هل سينجح الركراكي في تجاوز أزمة الإصابات وقيادة المنتخب المغربي نحو تحقيق حلم التتويج القاري على أرضه؟ الإجابة ستتضح في الأشهر القليلة المقبلة، لكن ما هو مؤكد أن المدرب المغربي يواجه أحد أصعب التحديات في مسيرته التدريبية مع المنتخب الوطني.