أشبال الأطلس يقصون جنوب إفريقيا ويتأهلون إلى نصف نهائي كأس أمم إفريقيا للناشئين

حقق المنتخب المغربي لكرة القدم لأقل من 17 سنة إنجازاً مهماً بتأهله إلى الدور نصف النهائي من بطولة كأس أمم إفريقيا للناشئين، بعد فوزه المستحق على منتخب جنوب إفريقيا بثلاثة أهداف لهدف في المباراة التي جمعت بينهما مساء الخميس 10 أبريل 2025، على أرضية ملعب البشير بالمحمدية، في إطار منافسات ربع نهائي البطولة التي يستضيفها المغرب في الفترة ما بين 30 مارس و19 أبريل 2025

. وبهذا الفوز المهم، يواصل “أشبال الأطلس” مشوارهم المتميز نحو المنافسة على اللقب القاري، في مسيرة ثابتة وبأداء فني راقٍ أشاد به المتتبعون.

مجريات المباراة وتسلسل الأهداف

بدأ المنتخب المغربي اللقاء بأداء هجومي ضاغط منذ الدقائق الأولى، مستفيداً من الانتشار الجيد للاعبيه في أرضية الملعب، مما أربك حسابات المنافس الجنوب إفريقي الذي اضطر للتراجع إلى الخلف لتحصين خط دفاعه

. ولم ينتظر أشبال الأطلس طويلاً ليفتتحوا التسجيل، حيث باغتوا منتخب “البفانا بفانا” بهدف السبق في الدقيقة 13 عن طريق إسماعيل العود

.

واصل المنتخب المغربي ضغطه على المنافس طوال الشوط الأول مع محاولات متعددة لزياد باها وإلياس بلمختار الذي سدد كرة قوية في الدقيقة 43 مرت محاذية للقائم الأيمن لحارس جنوب إفريقيا، لينتهي الشوط الأول بتقدم الأشبال بهدف دون رد

. وكانت الكفة مائلة بشكل واضح للمنتخب المغربي الذي سيطر على غالبية مجريات اللعب بفضل تنظيمه التكتيكي المحكم والانتشار الجيد للاعبيه.

مع انطلاق الشوط الثاني، بادر منتخب جنوب إفريقيا للضغط، فتراجعت العناصر الوطنية للخلف، وتمكن “البفانا بفانا” من تعديل النتيجة في الدقيقة 54 عبر اللاعب نيو بوهلوكو

. لكن رد المنتخب المغربي كان سريعاً وحاسماً، إذ استعاد زمام المبادرة بشكل سريع وسجل الهدف الثاني في الدقيقة 61 بواسطة زياد باها، ليضيف نفس اللاعب الهدف الثالث بعد دقيقتين فقط إثر تمريرة محكمة من عبدالله وزان

.

واصلت العناصر الوطنية تحكمها في إيقاع المباراة مع انتشار جيد في الملعب، في وقت عانى فيه لاعبو جنوب إفريقيا الذين تراجع مردودهم مع اقتراب نهاية اللقاء

. وعرف المنتخب المغربي كيفية مجاراة الدقائق المتبقية من المواجهة، إذ رغم اندفاع لاعبي جنوب إفريقيا، إلا أن الأشبال ظلوا مركزين لغاية حسم اللقاء لصالحهم والتأهل لدور نصف نهائي البطولة القارية

.

تألق زياد باها ونجومية مستحقة

كان زياد باها، نجل المدرب نبيل باها، نجم المباراة بلا منازع، حيث سجل ثنائية حاسمة في الدقيقتين 61 و63، ليساهم بشكل كبير في فوز “أشبال الأطلس”

. وتُوج باها بجائزة أفضل لاعب في المباراة من طرف اللجنة التقنية التابعة للاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف)

.

جاء اختيار زياد باها بعد الأداء المميز الذي قدمه خلال أطوار اللقاء، حيث أبان عن حضور ذهني وبدني قوي، وقدم مستوى تقنياً عالياً طيلة الدقائق التي شارك فيها، مما جعله محط إشادة من طرف اللجنة التقنية التابعة للاتحاد الإفريقي لكرة القدم

. وبفضل موهبته الفذة، استطاع هذا اللاعب الشاب أن يكون عنصراً حاسماً في تأهل المنتخب المغربي للمربع الذهبي.

تشكيلة المنتخب المغربي في المباراة

خاض المنتخب المغربي المباراة بتشكيلة ضمت: شعيب بلعروش في حراسة المرمى، وخط دفاع مكون من زكري، العليوي، مسعودي، وأيت الشيخ، ووسط ميدان ضم وهابي، عبدالله وزان، والخلفيوي، بينما قاد خط الهجوم إلياس بلمختار، إسماعيل العود، وزياد باها

. وقد نجح المدرب نبيل باها في اختيار التشكيلة المناسبة للمباراة، مما مكن الفريق من تقديم أداء متوازن دفاعياً وهجومياً.

إنجاز تاريخي للمنتخب المغربي

يعتبر تأهل المنتخب الوطني المغربي إلى دور نصف نهائي بطولة إفريقيا لأقل من 17 سنة، الثاني على التوالي، والثالث في تاريخ مشاركاته في هذه التظاهرة القارية

. وهذا الإنجاز يؤكد تطور الكرة المغربية على مستوى الفئات العمرية، ويعكس نجاح استراتيجية الاتحاد المغربي في تكوين جيل جديد من المواهب.

وكان المنتخب المغربي قد أنهى دور المجموعات متصدراً للمجموعة الأولى برصيد 7 نقاط، جمعها من انتصارين وتعادل، ليواصل مسيرته بثبات في البطولة القارية

. كما ضمن المنتخب المغربي بهذا التأهل حجز بطاقة العبور إلى نهائيات كأس العالم للناشئين التي ستقام في قطر، وهو إنجاز مهم للكرة المغربية

.

مكانة متميزة في البطولة

تميز لاعبو المنتخب المغربي بحضورهم القوي في البطولة، حيث كشف الاتحاد الإفريقي لكرة القدم عن التشكيلة المثالية لدور مجموعات البطولة، والتي شهدت تواجد أربعة لاعبين من المنتخب المغربي هم: شعيب بلعروش، نعيم تلمودي، عبد الله وزان، وإلياس بلمختار

. وهذا يعكس المستوى الفني العالي الذي قدمه أشبال الأطلس منذ بداية البطولة.

المباراة القادمة والطريق نحو النهائي

سيواجه المنتخب الوطني المغربي في الدور نصف النهائي الفائز من مباراة كوت ديفوار والسنغال، المقرر إقامتها يوم الجمعة 11 أبريل في الملعب البلدي ببرشيد

. وستقام مباراة نصف النهائي يوم الثلاثاء 15 أبريل على ملعب البشير في المحمدية، في تمام الساعة 20:00 بتوقيت المغرب

.

يسعى أشبال الأطلس للاستمرار في طريق النجاحات ومواصلة المشوار نحو نهائي البطولة، معتمدين على المستوى المتميز الذي يقدمونه منذ بداية المنافسة، وعلى الدعم الجماهيري المتوقع في المباراة القادمة. وتشكل البطولة فرصة مثالية للمنتخب المغربي للتتويج باللقب القاري لأول مرة في تاريخه، خاصة وأن المنافسة تقام على أرضه.

أداء متميز للمنتخب المغربي

تميز المنتخب المغربي منذ بداية البطولة بأداء فني راقٍ وبقدرة على فرض أسلوب لعبه على جميع المنافسين، مما جعله من أبرز المرشحين للمنافسة على اللقب. وقد أثبت المدرب نبيل باها قدرته على قيادة هذا الجيل من اللاعبين نحو تحقيق نتائج إيجابية، بفضل التحضير الجيد والاستراتيجية الواضحة التي ينتهجها.

النسخة الخامسة عشرة من البطولة

يستضيف المغرب النسخة الخامسة عشرة من كأس أمم إفريقيا تحت 17 عاماً، في الفترة ما بين 30 مارس و19 أبريل 2025

. وتعتبر هذه البطولة محطة مهمة لاكتشاف المواهب الشابة في القارة الإفريقية، وبوابة للتأهل إلى بطولة كأس العالم للناشئين.

خاتمة

قدم المنتخب المغربي لأقل من 17 سنة أداءً قوياً ومتماسكاً أمام منافس عنيد، وأظهر قدرة فنية عالية وروحاً قتالية مكنته من تجاوز عقبة جنوب إفريقيا والتأهل إلى المربع الذهبي. وبهذا الإنجاز، يضمن المنتخب المغربي مشاركته في كأس العالم، ويقترب خطوة إضافية من تحقيق حلم التتويج القاري.

يبدو أن هذا الجيل من اللاعبين يحمل إمكانات واعدة للكرة المغربية، ويسير على خطى المنتخب الأول الذي حقق إنجازات كبيرة في السنوات الأخيرة. وتبقى الطموحات مشروعة للمنتخب المغربي للذهاب بعيداً في هذه البطولة، خاصة مع الاستفادة من عاملي الأرض والجمهور.

كما أن بروز لاعبين موهوبين مثل زياد باها وإسماعيل العود وإلياس بلمختار وعبد الله وزان، يعد مؤشراً إيجابياً على مستقبل واعد للكرة المغربية، ويفتح آفاقاً واسعة أمام هؤلاء اللاعبين للانضمام إلى أندية أوروبية كبرى وتطوير مسيرتهم الاحترافية.